الاضطراب العقلي  متلازمة أو نمط سلوكي او نفسي مهم سريريا يحدث في فرد ما  ( الدهان مثلا)

      والخلل الوظيفي السلوكي أو الفيزيولوجي عند الفرد يؤدي إلى ضيق،  الم ، إعاقة .  ويكون نتيجة اما المعاناة من وفاة لأحد أفراد الأسرة : الأب او الأم او أحد الأخوين  أو فقدان مهم للحرية …)ويمكن ان يؤثر هذا الخلل الفردي على الأسرة ككل فتصبح مختلة وظيفيا،  لكونها وحدة متماسكة  فيسري عليها ما يسرى على الفرد. الا ان هذا الاحتمال لم يتم تأكيده بقوة ،حيث أظهرت بعض الدراسات  كون الاضطراب العقلي الفردي يمكن أن يصيب الفرد ولا تتأثر به الاسرة. كما ان قلة التجارب السريرية  وضعف التمويل لهذه الأبحاث من طرف الشركات  وحتى من الوزارات الوصية . 

إن مدى تأثر الأسرة بأي مرض عضويا كان  او نفسيا  لدى أحد افرادها ،  رهين بقوتها كوحدة متماسكة اولا،  ثم الرجوع الى مدى سلامة تواصلها بين أفرادها ومدى قدرتهم على التعبير على مشاعرهم ومدى قدرتهم على حل الخلافات الطارئة  بأريحية . ثم ما مدى  أداء الأفراد لوظائفهم داخل الأسرة ، ورغبة الاسرة في تحقيق حاجيات الأفراد على حد سواء ومن تم تحقيق النجاح الاقتصادي الذي يشكل ثمرة نجاح دورة الحياة الأسرية بأكملها.

       وفي غياب هذا التوازن  ، تعاني الأسرة لا محالة  من أمراض واضطرابات عديدة سواء تعلق الأمر بتأثرها باضطرابات  نفسية فردية  او من خلال اضطرابات علائقية قد تعصف بأهداف الأسرة ككل وتحولها الى كائن جامد غير متفاعل.

       ويمكن ربط  درجة تأثر الاسرة  بالاضطرابات الفردية او عدمها بقدرة الافراد على الافصاح عن رغباتهم ومشاعرهم و الإفصاح بدقة عن ما يخالجهم من عواطف سواء ايجابية او سلبية ثم قدرتهم على  وصف المشكل الطارئ في حال وجوده بدقة والتواصل الايجابي مع المحيط الخارجي للأسرة. فالأسر التي تعيش أوضاع مستقرة  ، ليست في منأى عن الاضطراب العلائقي . بل توجد اسر تحاول جاهدة طمر مآسيها النفسية و فشلها في  التواصل مع العالم الخارجي من خلال تلميع مظهرها الخارجي فقط ليبقى الفرد داخل هذه الاسرة عبارة عن  واجهة  تلمع من خلاله صورة الأسرة أما مشاعره الداخلية  ورغباته فلا احد يسال عنها. 

     ومن هنا تنبعث المشاكل النفسية  كالاكتئاب والانفصام والمشاكل النفسية الجسمية كفقدان الشهية العصبي والتبول اللاإرادي أو الإفراط في الأكل أو الإفراط  في النوم وغيرها من الأعراض التي توحي بأن شخصية الفرد متعبة. واذا نقلنا هذه الشخصية المتعبة الى مكان جديد وبيئة خارج الأسرة (زواج او انتقال للعيش خارج البلاد )…دون علاج  فماذا سننتظر يا ترى من هذه الشخصية ، خاصة إذا اتفق واجتمعت مع فرد ثاني من نفس العينة أو أكثر تضررا؟ وما مصير اندماج هاتين الشخصيتين ؟

فالزواج المتعب إذن نتاج التحام شخصين متضررين نفسيا على حد سواء او على الأقل واحدة متضررة والأخرى تكابد من اجل  اخفاء هذا الضرر وإذا كتب لأبناء هذه الأسرة الوجود  فهل سيكونون اسوياء نفسيا ؟ ام سيكونون إما  مكتئبين أو  عدوانيين أو مفرطي الحركة أو عنيفين سواء فيما بينهم اومع  أقرانهم بالمدرسة .  وقد يصاب احدهم بانفصام او يصبحوا مدمنين في مرحلة من مراحل حياتهم  .

       ان صحة وسلامة نتاج الاسرة رهين بصحة وسلامتها النفسية وقدرتها على التكيف والتواصل مع العالم الخارجي.  لذلك حري بنا علاج اضطرابات الفردية قبل الاقدام على انتاج اضطرابات اكبر منها. 

 ويبقى  اللجوء إلى الاستشارة الاسرية،  الحل الامثل لكل مقبل  ومقبلة على الزواج ، خاصة إذا كانت النية  صادقة في إنشاء  عش سليم تسوده المودة والرحمة.

1