تعتبر فترة المراهقة من بين الفترات الأكثر صعوبة في حياة الأسرة ،حيث تاتي بين الطفولة والنضج ،مما يخلق متاعب كثيرة في الوسط الأسري .وتختلف هذه المرحلة من نموذج لآخر ، حسب الخلفيات الاسرية والمحيط الذي تعيش فيه الأسرة ككل.
ان المراهق فرد يتصارع بداخله الطفل والراشد فلا يعرف إن كان لازال صغيرا يتابع اللعب و قراءة القصص المصورة للأطفال أو راشدا يفكر كما البالغين في المستقبل و الطموح و يطلع على كتب او افلام اكثر انفتاحا على عالم الكبار. و من هنا يطرح الاشكال لديه و لدى الآباء في التواصل معه، فلا يستطيعون التمييز بين ما إذا كان عليهم التواصل معه على اساس انه لازال طفلا ام انه شخص ناضج يتم تحميله المسؤولية عن أفعاله.
هامش المسؤولية، في وقتنا الراهن ، يتحمله المحيط الذي تعيش فيه الأسرة ككل من وسائل الإعلام و الجرائد و الإذاعة و التلفزيون و الإشهار و التي تقوم بتسويق صورة سلبية عن المراهق.
تتناول حالات من الانفلات والسلوكيات السلبية تتناولها من خلالها نماذج معينة ، مما يجعل الآباء في توجس دائم عمل المراهقين وما لذلك من تأثير على الحياة الأسرية، حتى أن المراهق يصبح وسط هذا الغموض الذاتي، لا يجد الوقت الكافي للتعبير مشاعره تجاه الأسرة. كما أن المحيط الذي يتواجد فيه يجعله يعيش مشاكل وإكراهات كانت حكرا على البالغين فقط سواء تعلق الأمر بالجنس أو غيره من الامور التي اصبحت ملحة لديه .
والاندفاع ومن بين المظاهر التي تطرأ على المراهق والتي تدل على عدم تمكنه من ذاته ، الحركية المفرطة النشاط وعدم تقبل الرأي الآخر ، مما يزيد من متاعبه مع المحيط نظرا لكونه ليس ناضجا لفهم المشاكل التي زائر يواجهها هذه المشاكل التي ترغمه على النضج قبل الأوان حتى أنه يشكك في جدوى وجوده ككائن داخل هذه الأسرة فيحاول إثبات ذاته بطرق غير سليمة ، لما يعتريها من انفعالات وحيرة في التعامل . أفراد مل الأسرة بأكملها سواء تعلق الأمر بعلاقته مع الوالدين أو الإخوة أو الفرد المسن في حال وجوده داخل مع الأسرة وما أكثر النماذج في هذا الشأن بمجتمعنا.
وهنا يأتي دور الآباء ، وهناة لا بد من الاشارة الى ما أصبح عليه هذا الدور من تقزيم. فمع كثرة وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة الإصدارات التي تعج بها المكتبات إلا أن القليل من الآباء من ينشغل بالتحولات النفسية التي تطرأ على العنصر المراهق داخل الاسرة وبالدور الذي عليه هو ان يقوم به سواء كان أبا أو أما، للخروج بالمراهق من دوامة السؤال عن مكانه و دوره في حياة الأسرة . بل الأدهى ان بعض الآباء يرون في المراهق منافسا لهم بحكم فتوة عهده بالعلم ورغبته في إبراز ما تعلمه من مهارات وعلوم أمام أبويه مما لا يقبله خصوصا الاباء بحكم إصرارهم على الاحتفاظ بدور المصدر الأول للمعرفة في الأسرة). كما أن المراهق يذكر أبويه دائما أنه أخذ في النضج في حين أنهم هم أخذوا في الحلال والتقدم بالسن وهو ما يزيد من تعميق الصراع بين الطرفين ويزيد من إصرار المراهقين على اعتبار الوالدين من الموضة القديمة التي عفا عنها الزمن.
ان موضوع المراهقة والتواصل مع الأسرة مهما سالت فيها الأقلام يبقى موضوعا دسما للدراسة نظرا لما فيه من نماذج وسلوكيات تعطي الباحث الرغبة في التنقيب والبحث عن بعض النتائج التي يمكنه استغلاله للخروج بهذا العنصر من الاسرة من الضيق الى اوسع الطريق وهو مستقبل متوا زن باذن الله تعالى.
ولتحقيق هذه النتيجة لابد ان تكونزهناك رغبة لدى الفرد المراهق ورغبة لدى والديه لتجاوز هذه المرحلة باقل الاضرار. وهنا يمكننا ان نذكر بعض النقاط التي وجب التركيز عليها سواء من طرف المراهق او من طرف والديه لتحقيق هذه الغاية:
على الوالدين تفهم حاجات المراهق الجديدة خاصة المعنوية منها والتي تساعده على تنمية ذاته. ومنها حاجته إلى الأمن والسلام الداخلي وحاجته الى هامش من الخصوصية والحرية ، مما سيولد لديه نوعا من الثقة بالنفس . وهنا يبرز دور الاباء في ذلك حتى يحس المراهق ان والديه يشاركان حياته في مختلف مراحلها، وانهما سيستمران في احتضانه الى حين احساسه بالتعلفي من مخلفات هذه الفترة الحرجة من عمره.
لاعطاء الثقة بالنفس للمراهق على الاباء اتباع هذه الخطوات او بعض منها:
- الاحتفال بالمراهق مثلا في حال فوزه في مباراة لكرة القدم او الرسم او المسح مثلا لتشجيعه وتقدير مجهوده ولا يقتصر احتفال الآباء بابنهما فقط وعند حصوله على النتائج الأكاديمية المرضية،
- اعطاءه التركيز الكافي حينما يتحدث إليك حتى يرى كيف انك تحترمه وانك لا تنشغل عنه بغيره فيلجأ هو إلى غيرك. فالحاجة الى الخروج من البيت والمغادرة خاصة اذا وجد اشخاصا مؤثرين يقومون بجره الى خارج دائرة الاسرة ليقوموا باستغلاله وهناك نماذج كثيرة في هذا المثال.
- إعطاءه حرية اختيار اللباس ودعه يرى كيف أنك تحترم ذوقه
- واخيرا تحدث عنه بصوت مرتفع في مجمع او بين افراد الاسرة و دعه يسمع كيف أنك تفتخر به بالرغم من الهفوات التي يقوم بها .
- ان رغبة المراهق في التمتع بهامش من الحرية يجعله في منأى عن الدخول في الغرور التعويضي او في الخجل الانطواء والعزلة عن العالم الأسري لان تمتعه بحرية كافية داخل الاسرة ستشعره بالرغبة في الانطلاق والنضج وتنمية الذات بوبالتالي ستكون الأسرة قد هياته للمغتدرة باريحية مستقبلا.