انها  الأسرة التي ينسجم فيها الأبوان انسجاما عميقا ودائماد ، سواء على المستوى المادي المحسوس  أو على المستوى المعنوي ويكونان كذلك لأن كلا منهما عاش طفولة هادئة وسعيدة لم تعرف  نزاعات حقيقية مع ال الذين يكنون لهم الكثير من المودة . رغم استقلالهما عنهم وتكون رغبة الوالدان معا في إنجاب  أبنائهم بحب متبادل و برغبة حقيقية في انشاء بيت عائلي  ويغمرا أطفالهما ذكورا وإناثا بالعطف والحنان ويهتمان بهم اهتماما طبيعيا أكثر منه واجبا.بهذه الاسرة يقوم الأب بدوره كرئيس للعائلة باتفاق تام مع زوجته فهو الذي يمثل السلطة.ويلجأ إليه الجميع  في كل الأمور لفرض النظام .أما الأم فتكون هي العنصر الحنون الأكثر تسامحا  وهي التي تمثل ضمير العائلة وتتحكم في الإمكانات المادية  وفي الفترة التي تلزمها لأخذ الراحة بين كل ولادة حتى يكون لديها  التوازن النفسي والجسدي  لتحمل هذه المسؤوليات الكبيرة .  و يكون الفارق بين الأبناء 3 سنوات حتى لا يعكر صفو الجو المفعم بالفرح  والأمان الوالدي أي ضائقة مالية. ولا يكون المحيط العائلي منغلقا ولا مستبدا حيث يكون المنزل محط انطلاق يسعد أهله بالعودة إليه  بدل ان يكون منيعا لا يسمح بالخروج منه  إذا ما خرج منه أهله كرهوا الرجوع اليه.  ويحاول كل فرد من الأسرة الحفاظ على مكانته داخل هذا الصرح  من غير تميز عن الآخرين في احترام تام لحريات الآخرين وشخصياتهم . ولا يخلو البيت من الشجار بين الأخوة لكنه يبقى دائما شجارا لن يتجاوز أسوار البيت العائلي الدافئ. فمثلما تكون هناك عائلات مفككة فهناك عائلات متكثلة ، متماسكة  تتميز بتكتل  بين أفرادها ومن السهل ان نتفهم  عدم تفرد الفرد الواحد عن الآخر بهذه العائلة  فكل فعل لأحد الافراد يلزم افراد العائلة بأكملها وهذه المسؤولية الكبرى لم يعد يتحملها الصغار في زمننا هذا . فتضيع منهم الفرصة لعيش حياة  مثالية كهذه .

1